JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

الأحكامُ الفِقهيَّةُ الكامِلَةُ

خط المقالة

 الأحكامُ الفِقهيَّةُ الكامِلَةُ



الحمدُ للهِ الَّذي علَّمَ الإنسانَ ما لَم يَعلَم، وجعلَ الشَّريعةَ الغرَّاءَ نوراً وهُدى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، المبعوثِ رحمةً للعالَمين، وعلى آلهِ وأصحابِهِ أجمعين.
مَدخلٌ في الأحكامِ التَّكليفِيَّة
قَسَّمَ العُلماءُ الأحكامَ الفِقهيَّةَ إلى خَمسَةٍ أو سِتَّةٍ أقسامٍ أساسيَّةٍ، وهي: الفَرض (الواجِب)، السُّنَّة (المُستحبّ)، المُباح، المَكروه، الحَرام. وزادَ بعضُهم: الصَّحيح والبَاطل في العِبادات والمعامَلات.
١- الفَرضُ أو الواجِب
التَّعريفُ: ما طَلَبَهُ الشَّارِعُ طَلَباً جازِماً، يَستَحِقُّ فاعِلُهُ الثَّوابَ، وتارِكُهُ العِقاب.
الأدلَّةُ: قال تعالى:
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43].
وقال النَّبيُّ ﷺ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمسٍ: شَهادَةِ أن لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والحَجِّ، وصَومِ رَمَضانَ» (متَّفقٌ عليه).

٢- السُّنَّةُ أو المُستَحبّ
التَّعريفُ: ما طَلَبَهُ الشَّارِعُ طَلَباً غَيرَ جازِم، يُثابُ فاعِلُهُ، ولا يُعاقَب تارِكُهُ.
الأدلَّةُ: قال تعالى:
﴿وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158].
وقال ﷺ: «رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها» (رواه مسلم).

٣- المُباحُ
التَّعريفُ: ما خَيَّرَ الشَّارِعُ فيه بين الفِعلِ والتَّركِ، ولا ثَوابَ ولا عِقابَ فيه إلا بنيَّة.
الأدلَّةُ: قال تعالى:
﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا﴾ [الأعراف: 31].
وقال ﷺ: «إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ، إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فِي امْرَأَتِكَ» (متَّفقٌ عليه).

٤- المَكروهُ
التَّعريفُ: ما طَلَبَ الشَّارِعُ تَركَهُ طَلَباً غَيرَ جازِم، يُثابُ تارِكُهُ، ولا يُعاقَبُ فاعِلُهُ.
الأدلَّةُ: قال تعالى في النَّهي عن الطَّلاق بلا حاجة:
﴿وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 227]، وقد كَرِه العلماءُ الطَّلاقَ مِن غير سَبب.
وقال ﷺ: «إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (متَّفقٌ عليه).

٥- الحَرامُ
التَّعريفُ: ما نَهى الشَّارِعُ عنه نَهياً جازِماً، فاعِلُهُ مُستَحِقٌّ للعِقاب، وتارِكُهُ مُثاب.
الأدلَّةُ: قال تعالى:
﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32].
وقال ﷺ: «اجتَنِبُوا السَّبعَ المُوبِقاتِ» قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قال: «الشِّركُ باللَّهِ، والسِّحرُ، وقَتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليَتيمِ، والتَّولِّي يَومَ الزَّحفِ، وقَذفُ المُحصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ» (متَّفقٌ عليه).

٦- الصَّحيحُ والبَاطلُ (في العِبادات والمعامَلات)
الصَّحيحُ: ما وافَقَ الشَّرعَ على وَجهِهِ. كالصَّلاةِ بأركانِها وشرُوطِها.
الباطِلُ: ما لم يُوافِق الشَّرعَ أو فُقِدَ شَرطٌ مِن شُروطِهِ. كالصَّلاةِ بلا وُضوء.

الخاتِمَةُ
إنَّ مَعرِفَةَ الأحكامِ الفِقهيَّةِ الكامِلَةِ واجِبٌ على كُلِّ مُسلمٍ، لِيعبُدَ اللهَ على بَصيرَةٍ. وقد جاءَت الشَّريعةُ مُتكامِلَةً في بيانِ ما يجبُ فِعلُهُ، وما يُستحبُّ، وما يُنهى عنه، وما يُترَكُ على الإباحَةِ. فالسَّعيدُ مَن استَمسكَ بالوَحيَين: القُرآنِ والسنَّةِ، وكانَ من أهلِ الطَّاعَةِ والرِّضا.
قال تعالى:
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

تعليقات
ليست هناك تعليقات

    الاسمبريد إلكترونيرسالة