📘 الفَصلُ الثَّاني: التَّصَوُّرُ والتَّصديقُ
🔹 المتنُ :
التَّصَوُّرُ هو إدراكُ المَعنى دُونَ الحُكمِ عليهِ، كإدراكِكَ مَعنى "الإنسانِ" أو "البَحرِ".
أمّا التَّصديقُ فهو إدراكُ المَعنى مَعَ الحُكمِ عليهِ بإثباتٍ أو نَفي، كقولِكَ: "الإنسانُ ناطِقٌ"، أو "البَحرُ لَيسَ يابِسًا".
فالتَّصَوُّرُ يَتعلَّقُ بالمُفردِ، والتَّصديقُ يَتعلَّقُ بالقَضيَّةِ.
---
🔹 الشَّرحُ والتَّوضيحُ:
العَقلُ الإنسانيُّ حينَ يُدرِكُ شيئًا، فإمّا أن يُدرِكَهُ بلا حكم: وهذا هو التَّصوُّر.
أو يُدرِكَهُ مع إثباتٍ أو نَفي: وهذا هو التَّصديق.
👈 مثال:
إذا سَمِعتَ كلمة "كِتاب" فخَطَر في ذهنِكَ صورتُهُ، فهذا تَصَوُّر.
وإذا قُلتَ: "الكِتابُ مَنفَعَتُهُ عَظيمةٌ"، فقد حكمتَ عليهِ، فكان ذلك تَصديقًا.
---
🔹 جَــدول توضيحي
النَّوع التَّعريف المِثال العَلاقة
التَّصَوُّر إدراك المَعنى بلا حكم إدراك معنى "أسد" مُفرَد
التَّصديق إدراك المَعنى مَع الحُكم عليه "الأسدُ حَيَوانٌ مُفترِسٌ" قَضيَّة
---
🔹 رَسمة مُبسَّطة (توضيح ذهني)
إدراكُ العَقلِ
│
┌───────┴────────┐
│ │
تصوّر (بلا حكم) تصديق (مع حكم)
│ │
"إنسان" "الإنسانُ ناطِقٌ"
---
🔹 الخُلاصة:
التَّصوُّرُ هو المَرحلةُ الأُولى للفِكرِ، وهو أساسُ التَّصديقِ.
ولا يَتأتَّى للإنسانِ أن يَحكُمَ على شيءٍ إلا بَعدَ أن يَتَصوَّرَهُ.