JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

أَدِلَّةٌ قاطِعَةٌ وَجازِمَةٌ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ

خط المقالة

أَدِلَّةٌ قاطِعَةٌ وَجازِمَةٌ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ



تُعَدُّ نُبُوَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﷺ من أَكْبَرِ القَضايَا التَّاريخِيَّةِ وَالفِكْرِيَّةِ الَّتِي غَيَّرَت مَجْرى الحَضارَةِ الإنسانيَّةِ. والمُسْلِمُونَ يَرَوْنَ أنَّ صِدْقَ نُبُوَّتِهِ لَيْسَ مُجَرَّدَ ادِّعاءٍ إيمَانِيٍّ، بَل بُرْهانٌ يَجْمَعُ بَيْنَ العَقْلِ وَالتَّاريخِ وَالتَّجرِبَةِ الواقِعِيَّةِ.
فيما يلي عَرْضٌ لأَهمِّ الأَدِلَّةِ مَعَ تَحْلِيلٍ مَنطِقِيٍّ وَأَمْثِلَةٍ واضِحَةٍ:

---
١. الإعجاز القُرآنِيّ
أ) التَّحدِّي اللُّغَوِيّ
قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ﴾ (يونس: 38).
المعنى: القرآن تحدّى فصحاء العرب، وهم أسياد البلاغة، أن يأتوا بسورةٍ من مثله فعجزوا.
المثال: خطباء قريش، مثل الوليد بن المغيرة، اعترفوا بأنَّ القرآن ليس كلام بشر، رغم عدائهم الشديد لمحمد ﷺ. الوليد قال: "والله لقد سمعت من محمد كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجنّ، وإن له لحلاوة...".

التحليل المنطقي:
لو كان القرآن مجرّد نص أدبي لتمكّن أحد الشعراء أو الخطباء من مجاراته.
استمرار العجز عبر 14 قرناً، رغم تطور العلوم والآداب، قرينة عقلية على أنّ الأمر يتجاوز القدرة البشرية.


---
ب) الإشارات العِلميَّة
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (الأنبياء: 30).
العِلم الحَديث: علم الأحياء يُثبت أن الماء أساس تكوين الخلايا، ولا وجود لحياة بدونه.
المثال: لم يكن لدى العرب في القرن السابع أدوات علمية تكشف هذه الحقيقة.

التحليل: وجود إشارات علمية دقيقة في نص ظهر في بيئة أمّية يدل على مصدرٍ يتجاوز حدود المعرفة البشرية آنذاك.

---
٢. السِّيرة الذَّاتِيَّة وَصِدْقُ الرِّسالَةِ
اشْتُهِرَ مُحَمَّد ﷺ بَيْنَ قَوْمِهِ قَبْلَ البِعْثَةِ بِلَقَبِ "الصَّادِقِ الأَمِينِ".
المثال: عندما أرادوا وضع الحجر الأسود بعد إعادة بناء الكعبة، اختاروه للفصل بينهم، دليلاً على ثقتهم المطلقة في أمانته.

التحليل المنطقي:
الشخص المعروف بالصدق والأمانة طوال ٤٠ عاماً من عمره، لا يعقل أن يختلق دعوى النبوة لمصالح دنيوية، خصوصاً وأنه رفض المال والسلطة عندما عرضت عليه.


---
٣. الإخبار بالمُستَقبَل (الغَيْبُ المَحدود)
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ (الروم: 2-3).
المثال التاريخي: الروم هُزموا أمام الفرس عام 614م، ثم عادوا وانتصروا فعلاً عام 622م، أي في المدة التي حددها القرآن.

التحليل: التنبؤ بانتصار قوة ضعيفة آنذاك، رغم استحالة توقّعه سياسيًّا، دليل على مصدر فوق بشري.

---
٤. التغيير الاجتماعيّ الجذريّ
المثال: الجزيرة العربية قبل الإسلام مجتمع قبلي متناحر، تسيطر عليه العصبية والجهل والخمر والوأد.
بعد 23 عاماً فقط من بعثة محمد ﷺ:
توحّد العرب تحت نظام واحد.
انتهى وأد البنات.
أُقِيمت دولة مركزية لها قوانين عادلة.


التحليل المنطقي:
كيف لرجل أمّي، بلا جيش ولا مال، أن يُحدث انقلاباً حضاريًّا بهذا الحجم في أقل من ربع قرن؟
التفسير الطبيعي الأقرب: أن ما حمله يتجاوز قدرته الفردية.


---
٥. الأثر العالميّ المُستمِرّ
الإسلام اليوم ثاني أكبر ديانة في العالم من حيث الأتباع.
القرآن ما زال يُتلى بلغته الأصلية منذ أكثر من 1400 عام دون تحريف.
تعاليم محمد ﷺ لا تزال تُطبّق وتؤثر في التشريع والأخلاق.

التحليل: لو كانت رسالته مجرد فكرة بشرية محدودة، لانطفأت مع مرور الزمن، كما حدث مع عشرات الديانات والفلسفات القديمة.

---
الخُلاصَة
إنَّ الأَدِلَّةَ على نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ تَجْمَعُ بَيْنَ:
الإعجاز اللُّغَوِيّ والعِلْمِيّ.
صِدْقِ السِّيرة والتَّطابُق بَيْنَ القَوْلِ والفِعْل.
التَّحَقُّقِ التَّاريخِيِّ لِنُبُوءَاتِهِ.
التَّغْيِيرِ الجَذْرِيِّ لِلمُجْتَمَعِ.
الأَثَرِ المُسْتَمِرِّ إلى يَوْمِنا هذا.

وهذه كُلُّها تُشَكِّلُ بُرْهانًا عَقْلِيًّا مُرَكَّبًا يَدْفَعُ إِلَى التَّساؤُل:
هَلْ يُمكِنُ أن يَكونَ ذَلِكَ صُدْفَةً أَوْ صَنْعَةَ بَشَرٍ؟ أَم أنَّهُ دَليلٌ قاطِعٌ عَلى أنَّهُ رَسُولٌ مُرسَلٌ مِنْ عِندِ اللَّهِ؟


Comments
No comments

    NameEmailMessage